الشقق السكنية شاغرة مع انحسار السياحة
العبادية تعيش انتكاسة مضاعفة لموسم الاصطياف
| ||||||
المتن الأعلى ـ هلا أبوسعيد
وسط جمود الحركة السياحية وغياب المصطافين، تعيش بلدة العبادية في المتن الأعلى انتكاسة مضاعفة في حركة الإيجار والسياحة، فالبلدة التي كانت تعتمد منذ عقود على الإيجارات الموسمية في فترة الاصطياف، تحول المستأجرون فيها لمالكين فحرم اهلها الاصليون موارد الايجار، وانحسرت فائدة عودة المصطافين إليها بما يشترونه من المحال التجارية فيها وعائدات البلدية من اشغالهم للاملاك مقابل الخدمات.
181 وحدة سكنية بين العبادية، ضهور العبادية والزهار، 50% من مالكيها كويتيون والـ50% الباقية تنقسم مناصفة بين السعوديين والقطريين، حيث يشغل القطريون والسعوديون قصورهم وفللهم في مختلف أوقات السنة، الا ان الكويتيين إلى جانب تملكهم للقصور والفلل هم ايضا اصحاب مشاريع سكنية منها انجز ومنها في طور الانجاز في مرتفعات ضهور العبادية حيث تكثر القصور والفلل والمجمعات السكنية على موقع مطل على العاصمة بيروت وبحرها ويشرف على مرتفعات وجوار جبل صنين.
منذ القدم عرفت العبادية باستقطابها للأمراء والشخصيات الرفيعة بين ايجار وسكن دائم بين رؤساء وزراء لبنانيين منهم المرحوم الرئيس الحاج حسين العويني، والرئيس الحالي لمجلس الوزارء نجيب ميقاتي، أما من العرب المالكين، فيسكنها رئيس الديوان القطري عبدالله بن حمد العطية، وزير المالية القطري يوسف بن حسين بن عبدالله كمال، وزيرا الدولة القطريان عبدالله بن خليفة العطية، وعبد الرحمن حمد ابراهيم العطية، وزير الثقافة القطري السابق خطاب عمر الدفع، ووزير الداخلية القطري السابق غانم الكواري، أخت حاكم قطر العنود بنت خليفة، رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الدكتور نبيل أحمد ابراهيم المناعي، عبد الرحمن البحر مالك بنك الكويت الوطني، الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير آل سعود، حاكم منطقة عرعر في المملكة العربية السعودية الأمير عبدالله بن عبد العزيز بن مساعد، وأحد كبار رجال الأعمال والصناعات التحويلية في المملكة مطلق بن محمد المطلق، وغيرهم من رجال الأعمال الميسورين بين عربي ولبناني يتملكون وحدات سكنية وابنية فخمة بين الزهار وضهور العبادية.
وفي بحثه لواقع حركة الاصطياف في البلدة، يوضح رئيس المجلس البلدي جوزف أبو عاصي أن "حركة الاصطياف يتيمة تعيش انعكاسات الاوضاع بشكل عام"، وهو إذ يؤكد غياب مالكي البيوت عنها بشكل تام للقطريين وبحضور خفيف جدا للكويتيين ونادر للسعوديين هذا العام، يأسف لأن تكون العبادية قد فقدت مقومات الاستفادة من مواسم الاصطياف لجهة الايجار بعد تحول معظم المصطافين من مستأجرين لمالكين عبر العقود لتقتصر فائدة البلدة من حضورهم فقط على عائدات المجلس البلدي الذي يجد نفسه عاجزا عن وضع خطط لبناء مستقبل سياحي للبلدة وسط عقم القوانين الادارية التي تجمد حركة المجلس البلدي وتحرمه من التحرك باتجاه تعزيز قطاع الاستثمار لانشاء مشاريع سياحية كالفنادق والمؤسسات السياحية الجامعة.
ويشرح ابو عاصي مشكلته مع تعزيز قطاع الاستثمار على أن "القانون لا يسمح للبلدية باعطاء تراخيص لمساحات تكفي لبناء مشاريع ضخمة ضمن القاعدة المتبعة في البناء على اساس 30% من مساحة الارض سطحي و60% عمودي، فلو احتسبت على مساحة ارض 1200 متر مربع ستكون النتيجة مساحة البناء 360 مترا مربعا كبناء سطحي و720م عمودي- ما لا يسمح ببناء أكثر من ثلاث طوابق بارتفاع 240م- الأمر الذي يبعد المتمولين من استثمار أموالهم في مشاريع سياحية أهمها المنتجعات السياحية والفنادق التي اصبحت حاجة ماسة للبلدة، وعليه، فقد طالب بتحديث القوانين لجهة تمكين البلدية من تأمين رخص سياحية خاصة تسمح ببناء المشاريع الضخمة بعيدا من جمود القوانين الخاص بالابنية العادية.
المصدر : جريدة المستقبل
